النبأ العظيم - د.محمد عبدالله دراز |
1-(( فإذا ما اقتربت بأذنك قليلاً قليلاً، فطرقت سمعك جواهرُ حروفه خارجة من مخارجها
الصحيحة. فاجأتك منه لذة أخرى في نظم تلك الحروف ورصفها وترتيب أوضاعها فيما
بينها: هذا ينقر وذاك يصفر، وثالث يهمس ورابع يجهر، وآخر ينزلق عليه النفس، وآخر
يحتبس عنده النفس. وهلم جرا، فترى الجمال اللغوي ماثلاً أمامك في مجموعة مختلفة
مؤتلفة لا كركرة ولا ثرثرة، ولا رخاوة ولا معاظلة، ولا تناكر ولا تنافر. وهكذا ترى كلاماً ليس بالحضري الفاتر، ولا
بالبدوي الخشن، بل تراه وقد امتزجت فيه جزالة البادية وفخامتها برقة الحضارة
وسلاستها، وقدر فيه الأمر تقديرا لا يبغي بعضهما على بعض. فإذا مزيج منهما كأنما
هو عصارة اللغتين وسلالتهما، أو كأنما هو نقطة الاتصال بين القبائل، عندما تلتقي
أذواقهم، وعيها تأتلف قلوبهم ))"91"
2-(( أليس الكلام هو مرآة المعنى؟
)) "121"
3-((لعمري لئن كانت للقرآن في بلاغة
تعبيره معجزات، وفي أساليب تربيته معجزات، وفي نبوءاته الصادقة معجزات، وفي
تشريعاته الخالدة معجزات ، وفي كل ما استخدمه من حقائق العلوم النفسية
والكونية" معجزات " و معجزات ، لعمري إنه في ترتيب آية على هذا الوجه
لهو معجزة المعجزات)) "203"