![]() |
الآفــــــة لعبدالله العــروي |
1- (( من كان يؤكد
بالأمس أن الماضي لا يعود عاد ليذكر أن الأطوار تتوالى، بل تتنادى، وأن الإنسان
دوامة. يحن إلى الفوضى ثم يمل منها فينضبط بدون عناد )) "31"
2- (( أثناء التجربة
الأولى،وأنا لاأزال طالبًا في المعهد، كنت أختزل المعادلات، مهما كانت كثيرة
وعسيرة. أقفز إلى النتيجةوعندها تغمرني نشوة عارمة تذهل غيري. هذا مانبّهتني إليه
زميلتي زينب سعدان، وصفت لي ماكان يعتريني من تبدل وتغيّر. قارنتُ عندئذ ماكنت أشعر
به من الداخل وماكان يبدو عليّ في الخارج. :لّما فكرت بمسألة وجهدت لأركز انتباهي يشع في ذهني طيف متألئ، جداول ملوّنة، لاخطوط قارة بل مجارٍ لونية تملأ
مجال الوعي وتوجه الذهن وجهة معيّنة. نفسي وكأني في أرى أرى حلم، ثاوياً في بيت
مشرف ضيّق، في مصرية، في برج مغلق، في مقصورة قاطرة، في وعاء يجري على سكّة لاميل
لها ولانهاية. أشعر أني داخل وخارج الوعاء، لاأقود، لاأتحكم، بل أراقب وأساير. أرى
الجداول مسارات أكاد أطأها وأفضل
أن أرفرف فوقها. كل هذا والمسألة التي تشغل بالي دائماَ حاضرة. كما لو كنت أرى،
منعكسة في لوحة منيرة،آثار الحركات العُصيبية داخل الدماغ. أشعر أني أتأرجح من قطب الى آخر. مرة
نحو الأخضر ومرة نحوالأحمرثم بغتة استسلم،أخضع لنوع من القدر فأساوق أحد ألوان
الطيف يقودني في ومضة الى الحلّ. تنفصم العقدة وتغمرني نشوة لاتطاق يلاحظها من
يكون جنبي. بسبب هذه القصيرة جداً، الثقيلة والمفرحة في آن، أدركت مبكراً أن أي
معضل في الرياضيات لايعدو أن يكون تحولاً موقوفاً. إذا تململ وتحرك تغّير من شكل
إلى آخر، من لون إلى آخر وبذلك انحلّ )) "62"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق