السبت، 16 أبريل 2016

رحلة ابن جبـــــــير


1- (( فألفينا الكعبة الحرام عروساً مجلوّة مزفوفة إلى جنة الرّضوان محفوفة بوفود الرحمن، فطفنا طواف القُدوم، ثم صلّينا بالمقام الكريم، وتعلّقنا بأستار الكعبة عند الملتَزَم، وهو بين الحجر الأسود والباب، وهو موضع استجابة الدعوة. ودخلنا قبّة زمزم وشربنا من مائها، وهو لماشُرِب له، كما قال، ثم سعينا بين الصّفا والمروة، ثم حلفنا وأحللنا. فالحمدلله الذي كرمنا بالوفادة عليه وجعلنا ممن انتهت الدعوة الإبراهيمية إليه، وهو حسبنا ونعم الوكيل )) "45"



2- (( وللحرم أربعة أئمة سنيَّة وإمام خامس لفرقة تسمى الزيدية )) "61"




3- (( وفي هذه الأيام يُفتح البيت الكريم كل يوم للأعاجم والخراسانيين وسواهم من الواصلين مع الأمير العراقي. فظهر من تزاحمهم وتطارحهم على الباب الكريم – ووصول بعضهم على بعض، وسباحة بعضهم على رؤوس بعض. كأنهم في غدير من الماء – أمرٌ لم يرَ أهول منه، يؤدي إلى تلف المُهَج، وكسر الأعضاء )) "122"


4- (( وللمجانين المعتقلين أيضاً ضرب من العلاج، وهم في سلاسل موثقون، نعوذ بالله من المحنة وسوء القدر، وتَندُر من بعضهم النوادر الظريفة، حسبما كنا نسمع به. ومن أعجب ماحُدثت به من ذلك: أنّ رجلاً كان يعلّم القرآن، وكان يقرأ عليه أحد أبناء وجوه البلد ممن أوتي مسحة جمال، واسمه نصر الله، وكان المعلم يهيم به، فزاد كلفُه حتى اختُبل وأُدّي إلى المارستان، واشتهرت علته وفضيحته بالصبي، وربما كان يُدخله أبوه إليه، فقيل له: اخرج، وعُد لما كنت عليه من القرآن. فقال متماجناً تماجُن المجانين: وأي قراءة بقيت لي؟ مابقي في حفظي من القرآن شيء سوى: ((إذا جاء نصرُ الله)) فضُحِك منه، ومن قوله. ونسأل الله العافية له ولكلّ مسلم، فلم يزل كذلك حتى توفي سمح الله له )) "195"



5- (( أما أنا فلأن أخطئ في العفو أحب إلي من أن أصيب في العقوبة )) "206"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق