الأحد، 20 مارس 2016

لهب شمـــعة لباشلار




1- (( يعبر اللهب والساعة الرملية في التأمل الهادىء، عن إتحاد الزمن الخفيف مع الزمن الثقيل. ويعبران في أحلام اليقظة عن إتحــاد زمن ال"anima"وزمن ال"animus"، أنا أحب أن أحلم بالزمن الذي يتسرب، وبالزمن الذي يحلق وإن كان بإستطاعتي أن أجمع في صومعتي الخيالية الشمعة والساعة الرملية. حيث إن للعاقل في تصوري عبرة في اللهب هي أكبر بكثير من العبرة في الرمل المنهار. فاللهب يدعو الساهر المنعزل إلى رفع عينيه عن صفحة كتابه، ليترك زمن المهام، وزمن القراءة، وزمن الفكرة، إذ إن الزمن في اللهب ذاته سيشرع هو الآخر، بالسهر، نعم في السهر. إن الساهر أمام شمعته لن يقرأ أبداً بل سيفكر بالحياة، سيفكر بالموت، فاللهبُ مؤقتٌ وزائلٌ، وتكفي هذا الشعاع نفخة واحدة لأن تقوضه. ويكفي وميضٌ واحدٌ ليحييه. اللهب ولادةُ سهلة، وموتٌ سهل ))"38"




2- (( إن اللهب يموت بمتعة، إنه يموت وهو يغفو، ويعلم ذلك كله، كل حالم  بشمعة. كل حالم بلهب صغير. فكل شيء فاجع في حياة الأشياء، هو فاجع في حياة العالم )) "39"




3- (( ومن المثير أن نرى أن ماهو عصي على الترجمة من لغة إلى لغة أخرى هو في الغالب مظهر من مظاهر الصوت والرنين. فللحيز الرنان في لغة ما ترجيعه الخاص به ))"52"




4- (( حينما ترمي الذبابة بنفسها على لهب الشمعة، فعندها يكون للتضحية ضجيج. الجناحان يئزان ويتوهج اللهب )) "56"




5- (( بيد أن إلتماس العزلة يجب أن يكون كتوماً، أو بشكل أدق، أن يكون عزلة للصورة )) "63"




6- (( أسهر وحيداً في الليل، مع كتاب مضاء بلهب شمعة -كتاب وشمعة- إنهما جزيرتان مزدوجتان للضياء، يواجهان عتمات مزدوجة، عتمات الروح وعتمات الليل.
أنا أقرأ!فأنا لست سوى فاعل يقرأ!
أفكر، أنا لا أجرؤ على ذلك.
علي أن أقرأ قبل أن أفكر.
فالفلاسفة يفكرون قبل أن يقرؤا.
وعلينا أن لانضيع أي وقت من ضياء الشمعة خلال الساعات العظيمة لحياة القراءة. فأنا إن رفعت عيني عن الكتاب وأخذت انظر إلى الشمعة بدلاً من أن أقرأ فإني سأحلم. لذا تتموج الساعات في السهرة المستوحدة، تتماوج الساعات بين مسؤولية المعرفة وحرية الأحلام. هذه الحرية السهلة جداً للرجل المستوحد)) "63"


7- (( إن حركة الروح هي مثلها حركة النار، تصنع نفسها وهي في الصعود )) "71"




8- (( فالكلمات والانعكاسات الناعمة تساعدنا على أن نحلم جيداً، أعط الأشياء إمتيازات، أعطها من أعماق القلب قوتها الحقة، قوة الكينونات الفاعلة، فيأتلق الكون )) "99"


9- (( إذن فالصفحة البيضاء هي عدم،عدم مأساوي،عدم الكتابة ))"112"




10- (( سيكون جميلاً وكريماً كذلك أن تبدأ كل شيء، أن تبدأ العيش وأنت تكتب، أن تلذ في الكتابة، وبالكتابة مثل عظيم لسهرات عظيمة مستوحدة! بيد أنك ولكي تكتب داخل عزلة وجودك، كما لوكنت تملك وحي الصفحة البيضاء من الحياة، عليك أن تقوم بمغامرات وعي ومغامرات عزلة)) "113"




11- (( وبإختصار شديد، وبعد الأخذ بتجارب الحياة، التجارب المتناثرة،والمقطعة،فإني حين أكون أمام ورقتي البيضاء،أمام صفحتي البيضاء الموضوعة على الطاولة على البعد ذاته من المصباح أجدني عند طاولة وجودي. نعم إني عند طاولة وجودي أدركت الوجود الأقصى، الوجود المشدود إلى الأمام، نحو أمام أعلى،نحو الأعلى. كل شيء حولي هو راحة وهدوء، إن وجودي وحده، وجودي الذي يبحث عن الوجود مشدوداً إلى الحاجة اللامعقولة التي لايمكن  تصديقها،لأن أكون كائناً آخر أكثر من كائن، لذا فإني أعتقد بأني وبمساعدة لاشيء وبأحلام يقظة فقط سيكون بإمكاني أن أؤلف كتاباً)) "114"




12- (( إن في الإنشداد إلى كتاب مطور للأفكار تتعلم النفس وتعيد تعلمها، فكل صورة للفكر، وكل مستقبل للفكر هو في إعادة تعلم النفس)) "115"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق