![]() |
الجمر والرمــــــــاد لهـــــشام شرابي |
1-(( عندما غاب الشاطئ الفلسطيني عن ناظري فتحت الطاولة
الصغيرة أمام مقعدي وجعلت أخط
الرسالة التي يخطها كل مسافر عند الفراق – أحياناً على الورق وأحياناً في قلبه ))
"14"
2- (( وكنت في تلك الفترة أعاني ما كان
يعانيه كل شاب في مطلع شبابه: نهماً إلى المعرفة يرافقه توق للبروز، وعطش للتفوق
)) "37"
3- (( لماذا نتصرف بفظاظة نحو الذين نحبهم؟
)) "63"
4- (( ومن لا يستطيع أن يحدد موقفاً واضحاً
تجاه نفسه "تجاه ماضيه" وتجاه الآخرين، يحاول أن يكون شخصاً آخر. يظل
فاقد الثقة بالنفس وبحاجة إلى دعم خارجي: يختلق ويموّه دون سابق تصميم، ويكذب
ويخادع دون شعور بالذنب)) "128"
5- (( يقول تشارلز ديكنز: ليس النبوغ إلا
المقدرة على تحمل الجهد المستمر )) "131"
6- (( أصبحت الآن رفيقي الوحيد ))
"134"
7- (( رويداً تحول الكتاب بالنسبة إليّ إلى
شيء حي، إلى صديق حميم، إلى ضرورة حيوية. وجدت نفسي أحادث الكاتب من خلال الصفحات
المطبوعة. لم يعد الإستماع كافياً. تعلمت أن أعيد قراءة مقاطع بكاملها. كأني أسأل
الكاتب أن يعيد أقواله. أخذت أبحث عن المعنى الذي كان بالسابق يفوتني ولا أعود إليه.
لم تعد الفكرة الغامضة تكفي، أصبحت أسعى لاستيعاب المعنى كاملاً وأصر على الوضوح
التام.
أغلا خفية كبلت ذهني بدأت تتساقط.. ظلام
سنين عديدة أخذ ينقشع.. تغيرت رؤيتي للأمور، لا من حيث المضمون فقط بل أيضاً من
حيث طريقة الفهم والتحليل. صار بإمكاني "وربما لأول مرة" رؤية الأمور من
وجهات نظر مختلفة، ومن خلال مقاييس وقيم مختلفة.. شعرت فجأة أني اخترقت حاجزاً
ذهنياً كان يفصلني عن رؤية الأمور على حقيقتها.. وصار بإمكاني رؤية ذاتي الاجتماعية
"ربما لأول مرة أيضاً" من "الخارج" وبروح موضوعية متزايدة ))
"136"
8- (( ولكنها كشفت عن زاوية في نفسي لم أكن
أعلم بوجودها )) "181"
9- (( في حياتنا اليومية الرتيبة قلما ندرك
مواطن الضعف والخوف المشعشعة في أعماق أنفسنا. في اللحظة التي تخرج فيها حياتنا عن
النمط اليومي المعهود – في مثل حالات السفر البعيد، أو المرض، أو الاعتقال – تنهار
إستحكاماتنا الداخلية، ونصبح عرضة للخوف والقلق. عند ذاك نعود إلى طفولتنا وإلى
الاعتقادات والتعاويذ الدينية التي تعلمناها في الصغر ونصبو إلى أحضان الأم وحماية
الأب ومن يمثلها في حياتنا. وبمقدار الماضي تكون العودة عصابية "neurotic" وطبيعتها تجعلها أقرب إلى من حالة المرض منها إلى حالة
الصحة. فهي تمثل هروباً من حاضر أو وضع معين ورفض مجابهة الواقع. لقد مر زمن طويل
قبل أن أتفهم معنى هذه التجربة الغريبة وأستوعب حقيقتها. ولست أدري حتى اليوم ما مكنني
من مقاومة هذا الجذب السلفي ورفض أوهام الطفولة والسير في طريق العقل الموضوعي ))
"181"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق